ذكر ردة أهل اليمامة مفتونين بمسيلمة الكذاب
صفحة 1 من اصل 1
ذكر ردة أهل اليمامة مفتونين بمسيلمة الكذاب
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده وستعينه ونستغفره ونتوب إليه واشهد إن لا اله إلا الله وان محمد رسول عليك أفضل الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول الله ....................................... إما بعد
زورنا الكرام أقدم أليكم هزا الموضوع
.
ذكر ردة أهل اليمامة مفتونين بمسيلمة الكذاب
عن رافع بن خديج قال : " قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وفود العرب ، فلم يقدم علينا وفد أقسى قلوبا ، ولا أحرى أن لا يكون الإسلام يقر في قلوبهم - من بني حنيفة وكان مسيلمة مع الوفد " .
فلما انصرفوا إلى اليمامة ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه في النبوة ، وكتب إليه : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، أما بعد فإني أشركت في الأمر معك وإنا لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ، ولكن قريش قوم يعتدون . فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- ص 271 - (بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب . أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده . والعاقبة للمتقين) .
وجد بعدو الله ضلاله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأصفقت معه بنو حنيفة على ذلك ، إلا أفذاذا من ذوي عقولهم .
وكان من أعظم ما فتن به قومه شهادة الرجال بن عنفوة له بإشراك النبي صلى الله عليه وسلم إياه في الأمر . وكان الرجال من الوفد الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم . فقرأ القرآن وتعلم السنن . قال ابن عمر : " وكان من أفضل الوفد عندنا ، فكان أعظم فتنة على أهل اليمامة من غيره لما كان يعرف به " .
قال رافع بن خديج : " كان بالرجال من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير - فيما يرى - شيء عجيب " وكان ابن عمر اليشكري من أشرافهم وكان صديقا للرجال . وكان مسلما يكتم إسلامه . فقال شعرا . فشا في اليمامة حتى كانت الوليدة والصبي ينشدونه :
*يـــا ســعاد الفــؤاد بنــت أثــال / طـــال ليلـــي بفتنـــة الرجــال
*إنهـا يـا سـعاد مـن حـدث الده / ر عليكـــــم كفتنــــة الدجــــال
*فتــن القــوم بالشــهادة والــل / ه عزيــــــز ذو قـــــوة ومحـــــال
*لا يسـاوي الذي يقول من الأم / ر قبــالا ومـا احـتذى مـن قبـال
*إن ديني دين النبي وفي القو / م رجـال علـى الهـدى أمثالي
* - ص 272 - أهلـك القـوم محكم بن طفيل / ورجـــال ليســـوا لنـــا برجـــال
*بـــز أمـــرهم مســـيلمة اليـــو / م فلـن يرجـعوه أخـرى الليالي
*قلـت للنفس إذ تعاظمهـا الص/ بـــر وســـاءت مقالـــة الأنــذال
*ربمــا تجـزع النفـوس مـن الأم/ ر لــــه فرجـــة كحـــل العقـــال
*إن تكن منيتي على فطرة الل/ ه حنيفــــا فــــإنني لا أبــــالي
فبلغ ذلك مسيلمة ومحكم وأشرافهم فطلبوه ففاتهم . ولحق بخالد . فأخبره بحالهم . ودله على عوراتهم .
وعظمت فتنة بني حنيفة بكذابهم . إذ كانوا يدعو لمريضهم ويبرك على مولودهم . ولا ينهاهم عن الاغترار به ما يريهم الله ما يحل به من الخيبة والخسران .
جاءه رجل بمولود فمسح رأسه . فقرع . وقرع كل مولود له .
وجاءه آخر فقال إني ذو مال . وليس لي مولود يبلغ سنتين حتى يموت إلا هذا المولود وهو ابن عشر سنين . ولي مولود ولد أمس . فأحب أن تبارك فيه وتدعو أن يطيل الله عمره . قال سأطلب لك . فرجع الرجل إلى منزله مسرورا . فوجد الأكبر قد تردى في بئر ووجد الأصغر في نزع الموت . فلم يمس ذلك اليوم حتى ماتا جميعا . وتقول أمهما : لا والله ما لأبي ثمامة عند إلهه منزلة محمد .
وحفرت بنو حنيفة بئرا فاستعذبوها ، فأتوا مسيلمة . وطلبوا أن يبارك فيها ، فبصق فيها فعادت ملحا أجاجا .
وكان الصديق رضي الله عنه قد عهد إلى خالد - إذا فرغ من أسد - ص 273 - وغطفان والضاحية - أن يقصد اليمامة ، وأكد عليه في ذلك . فلما أظفر الله خالدا بهم تسلل بعضهم إلى المدينة ، يسألون أبا بكر أن يبايعهم على الإسلام . فقال بيعتي إياكم وأماني لكم أن تلحقوا بخالد . فمن كتب إلى خالد أنه حضر معه اليمامة فهو آمن . وليبلغ شاهدكم غائبكم . ولا تقدموا علي .
قال ابن الجهم : أولئك الذين لحقوا به : هم الذين انكسروا بالمسلمين يوم اليمامة ثلاث مرات وكانوا على المسلمين بلاء .
قال شريك الفزاري كنت ممن شهد بزاخة مع عيينة بن حصن . ثم رزقني الله الإنابة فجئت أبا بكر . فأمرني بالمسير إلى خالد . وكتب معي إليه .
" أما بعد فقد جاءني كتابك ، تذكر ما أظفرك الله بأسد وغطفان . وأنك سائر إلى اليمامة . فاتق الله وحده لا شريك له . وعليك بالرفق بمن معك من المسلمين كن لهم كالوالد . وإياك يا ابن الوليد ونخوة بني المغيرة . فإني عصيت فيك من لم أعصه في شيء قط ، فانظر بني حنيفة . فإنك لم تلق قوما يشبهونهم . كلهم عليك . ولهم بلاد واسعة . فإذا قدمت فباشر الأمر بنفسك . واستشر من معك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . واعرف لهم فضلهم . فإذا لقيت القوم . فأعد للأمور أقرانها . فإن أظفرك الله بهم فإياك والإبقاء عليهم . أجهز على جريحهم واطلب مدبرهم ، واحمل أسيرهم على السيف . وهول فيهم القتل . وحرقهم بالنار . وإياك أن تخالف أمري . والسلام " .
ولما اتصل بأهل اليمامة مسير خالد إليهم بعد الذي صنع بأمثالهم ، - ص 274 - حيرهم ذلك . وجزع له محكم بن طفيل سيدهم . وهم أن يرجع إلى الإسلام . ثم استمر على ضلالته . وكان صديقا لزياد بن لبيد الأنصاري .
فقال له خالد : لو ألقيت إليه شيئا تكسره به ؟ فإنه سيدهم وطاعتهم بيده . فبعث إليه هذه الأبيات :
يــا محـكم بـن طفيـل قـد أتيح لكم للـــــه در أبيكـــــم حيــــة الــــوادي
يـــا محــكم بــن طفيــل إنكــم نفـر كالشـــاء أســلمها الــراعي لآسـاد
مـا في مسيلمة الكذاب من عوض مـــــــن دار قـــــوم وإخـــــوان وأولاد
فـــاكفف حنيفــة عنــه قبــل نائحـة تعفـي فـوارس قـوم شـجوها بادي
لا تــــأمنوا خـــالدا بـــالبرد معتجــرا تحت العجاجة مثل الأغطف العادي
ويــــل اليمامـــة ويـــل لا فــراق لــه إن جالت الخيل فيها بالقنا الصادي
واللــــه لا تنثنـــي عنكـــم أعنتهـــا حــتى تكونـوا كـأهل الحجـر أو عـاد
- ص 275 - ووردت على محكم وقيل له هذا خالد في المسلمين .
فقال رضي خالد أمرا ، ورضينا غيره . وما ينكر خالد أن يكون في بني حنيفة من أشرك في الأمر ؟ فسيرى - إن قدم علينا - يلق قوما ليسوا كمن لقي .
ثم خطبهم فقال إنكم تلقون قوما يبذلون أنفسهم دون صاحبهم فابذلوا نفوسكم دون صاحبكم . وكان عمير بن ضابئ في أصحاب خالد . ولم يكن من أهل حجر كان من أهل ملهم . فقال له خالد : تقدم إلى قومك فاكسرهم .
فأتاهم فقال : " يا أهل اليمامة ، أظلكم خالد في المهاجرين والأنصار . قد تركت القوم والله يتبايعون على فتح اليمامة . قد قضوا وطرا من أسد وغطفان ، وأنتم في أكفهم . وقولهم " لا قوة إلا بالله " إني رأيت أقواما إن غلبتموهم بالصبر غلبوكم بالنصر . وإن غلبتموهم على الحياة غلبوكم على الموت . وإن غلبتموهم بالعدد غلبوكم بالمدد . لستم والقوم سواء . الإسلام مقبل والشرك مدبر . وصاحبهم نبي وصاحبكم كذاب . ومعهم السرور ومعكم الغرور . فالآن - والسيف في غمده والنبل في جفيره - قبل أن يسل السيف ويرمى بالسهم " فكذبوه واتهموه .
وقام ثمامة بن أثال فيهم . فقال : " اسمعوا مني وأطيعوا أمري ، ترشدوا . إنه لا يجتمع نبيان بأمر واحد . إن محمدا لا نبي بعده ولا نبي - ص 276 - يرسل معه . ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم {حم } { تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم } { غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير } هذا كلام الله عز وجل . أين هذا من : يا ضفدع يا ضفدعين . نقي كم تنقين ؟ نصفك في الماء ونصفك في الطين . لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدرين ولا الطين تفارقين . لنا نصف الأرض ولقريش نصفها . ولكن قريشا قوم يعتدون . والله إنكم لترون هذا ما يخرج من إل . وقد استحق محمد أمرا أذكره به خرجت معترا ، فأخذتني رسله في غير عهد ولا ذمة . فعفا عن دمي . فأسلمت وأذن لي في الخروج إلى بيت الله . فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقام بهذا الأمر رجل من بعده هو أفقههم في أنفسهم . لا تأخذه في الله لومة لائم . ثم بعث إليكم رجلا ، لا يسمى باسمه . ولا باسم أبيه يقال له : " سيف الله " معه سيوف الله كثيرة ، فانظروا في أمركم " .
فآذاه القوم جميعا ، أو من آذاه منهم . وقال ثمامة في ذلك :
*مســـيلمة ارجـــع ولا تمحـــك /فـــإنك فــي الأمــر لــم تشـرك
*كــذبت علــى اللـه فـي وحيـه / وكــــان هـــواك هـــوى الأنــوك
*ومنــــاك قــــومك أن يمنعـــوك / وإن يـــــــأتهم خـــــالد تـــــترك
*فما لك من مصعد في السماء / ومـا لك في الأرض من مسلك
الموضوع منقول
دعاء
اللهم اغفر لنا ذنوبنا
ووسع لنا في ديارنا
وبارك لنا في رزقنا
وعفنا في صحتنا وفي بدنينا
اللهم ارزقنا بلزوجة الصالحة والأبناء الصالحين
اللهم لا تحرمنا من لقاء وجهك الكريم
ولا من دخول جنتك ولا من زيارة بيتك الحرام
اللهم أنا قد حرمنا من رؤية نبيك في الدنيا فلا تحرمنا منه في الاخره
اللهم فك كربي وكرب المسلمين اجماعين
اللهم أحسن خاتمتنا اللهم أحسن خاتمتنا
اللهم أمين يا رب العالمين
منتدى ابوشابون يرحب بكم أيها الزور الكرام
.
السلام عليكم ورحمة الله وباركته
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى